عن أبى الحسين محمد بن عبدالله بن جعفر الرازى قال :
سمعت يوسف ابن الحسين يقول : قيل لى : ان ذا النون يعرف اسم الله الأعظم ، فدخلت مصر وخدمته سنة
ثم قلت : يا أستاذى ! انى قد خدمتك وقد وجب حقى عليك ،
وقيل لى : انك تعرف اسم الله الأعظم ، وقد عرفتنى ولا تجد له موضعا مثلى ، فأحب أن تعلمنى اياه .
قال : فسكت عنى ذو النون ، ولم يجبنى وكأنه أومأ الى أنه يخبرنى .
قال : فتركنى بعد ذلك ستة أشهر ، ثم أخرج لى من بيته طبقا ومكبة مشدودا فى منديل
فقال : تعرف فلانا صديقنا من الفسطاط ؟
قلت : نعم
قال : فأحب ان تؤدى هذا اليه .
قال : فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشى طول الطريق ، وأنا متفكر فيه مثل ذى النون يوجه الى
فلان بهدية ، ترى أى شيئ هى ؟ فلم أصبر الى أن بلغت الجسر ، فحللت المنديل ورفعت المكبة ، فاذا فأرة
قفزت من الطبق ومرت .
قال : فاغتظت غيظا شديدا ، وقلت ذو النون يسخر بى ويوجه مع مثلى فأرة فرجعت على ذلك الغيظ ، فلما
أن رآنى ، عرف ما فى وجهى
فقال : يا أحمق ! انما جربناك ، ائتمنتك على فأرة فخنتنى ، أفأتمنك على اسم الله الأعظم ؟
مر عنى فلا أراك
قال تعالى :
( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا)
أختكم فى الله
احباء المصطفى